مسائل متعلقة بالفقير والمسكين وحكم مطالبتهما بدينهما

الملخص

يتناول هذا البحث دراسة معمقة للمسائل المتعلقة بالفقير والمسكين في الشريعة الإسلامية، مع التأكيد على أهمية العناية بهما والحرص على الإنفاق عليهما، خاصة تلك الفئة المتعففة التي لا تسأل الناس إلحافاً. يبدأ البحث بتعريف الفقير والمسكين لغة واصطلاحاً، وبيان الخلاف الفقهي حول أيهما أشد حاجة، حيث يرى الراجح أن الفقير أشد حاجة من المسكين، مستدلاً بتقديمه في القرآن الكريم في مصارف الزكاة، وتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر. ثم تناول البحث تصنيف الفقراء والمساكين في القرآن والسنة، مبيناً أصناف الفقراء الواردة في القرآن (المحصَرون، والمهاجرون، والمستحقون للصدقة)، ومؤكداً على مكانتهما العالية في السنة، حيث يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء، وتمنى النبي أن يُحشر في زمرة المساكين. بعد ذلك، ركز البحث على الحث الشرعي على الإنفاق عليهما، مبيناً أنه من سماحة الإسلام. ثم تناول أهم المسائل الفقهية المتعلقة بهما، ومن أبرزها: استحقاقهما لمصارف الزكاة كأول صنفين في آية التوبة، واشتراط التمليك التام لأموال الزكاة للفقير، وحكم تعجيل الزكاة قبل حلول الحول، حيث اختار الباحث عدم الجواز قياساً على الصلاة. أما المطلب الأخير فخصص لحكم مطالبة الفقير والمسكين بدينهما، حيث أكد البحث على وجوب إنظار المعسر وعدم جواز مطالبته بدينه، استناداً إلى الإجماع الفقهي والآية الكريمة: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾. وقد خلص البحث إلى أهمية تفقد أحوالهم، وضرورة إنشاء مشاريع تعينهم على فقرهم.