الأبعاد الاجتماعية للجريمة الإلكترونية واستراتيجيات مواجهتها

الملخص

تستكشف هذه الدراسة الأبعاد الاجتماعية للجريمة الإلكترونية واستراتيجيات مواجهتها، مشيرة إلى تنامي انتشارها في المجتمع الليبي نتيجة التطور التقني المتسارع. وتختلف الجريمة الإلكترونية عن الجرائم التقليدية كونها تتطلب حداً أدنى من الثقافة التقنية، وتتضمن الإرادة في إلحاق الضرر بالآخرين، وغالباً ما يصعب اكتشافها لغياب الآثار المادية، واقتصارها على الآثار المعلوماتية الرقمية. وتهدف الدراسة، باستخدام المنهج الوصفي التحليلي، إلى تحديد الأبعاد والمسببات الاجتماعية للجريمة الإلكترونية وتأثيراتها على الضحية والمرتكب، واقتراح آليات للحد منها. وتبين النتائج أن الجريمة الإلكترونية ترتبط بعوامل مثل البطالة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، التي تدفع بعض الأفراد، خاصة ممن يتسمون بضبط ذاتي منخفض، للانخراط في الأنشطة الإجرامية كمسار قليل المخاطر وسريع المردود لتحقيق أهداف مرغوبة، كما تفسره نظرية اللامعيارية. وتختتم الدراسة بمجموعة من الاستراتيجيات للوقاية والمواجهة، تشمل سن تشريعات رادعة، وتفعيل وحدات الشرطة الإلكترونية، وزيادة الوعي المجتمعي، واعتماد تدابير وقائية فردية قوية.