السياق التاريخي لتشكل الدولة الليبية قبل 1951
DOI:
https://doi.org/10.65420/cjhes.v1i2.40الكلمات المفتاحية:
ليبيا، الاستعمار الإيطالي، العهد العثماني، الإدارة البريطانية، الهوية الوطنية، الدولة الحديثةالملخص
تتناول هذه الورقة البحثية الجذور التاريخية المعقدة لتشكّل الدولة الليبية قبل إعلان الاستقلال عام 1951، بتحليل المراحل السياسية والإدارية المتتابعة التي مرّ بها الإقليم، بدءاً بأواخر العهد العثماني المتأخر (1835–1911)، مروراً بفترة الاحتلال الإيطالي (1911–1943)، وانتهاءً بسنوات الإدارة البريطانية والفرنسية (1943–1951).. تكشف الدراسة أن ليبيا ورثت تركة ثقيلة من الضعف الإداري والتجزئة الجهوية. ففي العهد العثماني، ساد نمط إداري متقلب تميز باللاّمركزية النسبية والاعتماد على الزعامات القبلية، مما حال دون بناء جهاز مركزي فعّال. أما الاحتلال الإيطالي، فقد فرض مركزية صارمة وأنشأ مؤسسات حديثة (كالبلديات والسجل المدني)، لكنها كانت استعمارية ومفصولة عن المجتمع المحلي وخدمت أهداف الاستيطان. ثم جاءت مرحلة الإدارة البريطانية والفرنسية التي اتسمت بالتجزئة الإدارية بين الأقاليم، لكنها مثّلت جسراً انتقالياً سمح ببدء تدريب كوادر إدارية وطنية شكلت نواة الجهاز الحكومي المستقبلي. في المقابل، أكدت الورقة على الدور المحوري للحركة الوطنية الليبية التي نجحت، عبر زعاماتها السنوسية والقبلية والدبلوماسية، في توحيد المطالبة بالاستقلال وبلورة وعي وطني متنامٍ في مواجهة الإرث الاستعماري المعقد. الخلاصة الأساسية هي أن ليبيا دخلت مرحلة الاستقلال عام 1951 وهي تفتقر إلى مؤسسات مركزية قوية أو بنية إدارية موحدة، رغم وجود وعي وطني كان القوة المحرِّكة الأساس خلف تأسيس الدولة. هذا السياق التاريخي يشكّل أساساً ضرورياً لفهم التحديات الهيكلية الممتدة التي واجهت الدولة الليبية الحديثة بعد التأسيس.
