إعادة بناء المنهجية التاريخية في قراءة النصوص: دراسة تطبيقية
DOI:
https://doi.org/10.65420/cjhes.v1i2.20الكلمات المفتاحية:
المنهج التاريخي، النصوص التاريخية، المعاني، النوايا، الأفعال اللغويةالملخص
يمكن وصف أزمة المنهج التاريخي وأدواته المنهجية بالتوتر بين السرديات التقليدية الموروثة التي تميل إلى التفسير الخطي والمركزي للأحداث، وبين المناهج النقدية الحديثة التي تدعو إلى تفكيك النصوص التاريخية وقراءتها بوصفها نتاجاً لشبكات معقدة من الخطابات والقوى، إذ تكمن الإشكالية المعرفية في كيفية الموازنة بين احترام المادة التاريخية الأصلية وإخضاعها في الوقت نفسه لأدوات تحليل نقدي متعددة الحقول بما يتيح إنتاج معرفة تاريخية تتجاوز حدود الانحياز والتعصب، وتفتح آفاقاً لفهم أعمق للنصوص التاريخية. وتأسيساً على ما تقدم يمكن للباحث في علم التاريخ تغيير الخطوات المنهجية في تحليل النصوص التاريخية وإعادة ضبط وتنظيم دراسته وذلك من خلال إعادة بناء الإشكالية بدلاً من إعادة طرح المشكلة، ففي إطار المنهج التقليدي تطرح المشكلة في الدراسات التاريخية على هيئة سؤال يركز على الحدث أو الواقعة في محاولة لإثبات حقيقة ما وذلك من خلال استدعاء الشواهد لإثبات تلك الحقيقة المفترضة ويكون السؤال المحوري في الدراسة التي تعتمد على المنهجية التقليدية هو (لماذا حدث الحدث؟ وما أثر ذلك الحدث على السياق التاريخي؟)، ولكن عندما يتحول النص التاريخي إلى بنية خطابية تحمل دلالات ومعاني ومقاصد وأفعال لغوية ضمن سياق الحدث التاريخي فإن طرح المشكلة ينبغي أن يراعي تلك الدلالات والمقاصد والأفعال اللغوية وبذلك يتحول السؤال من (ماذا حدث؟) إلى (كيف تم تصور وتمثل ما حدث؟ ولماذا تمت كتابته في المصادر بهذه الكيفية؟) وهكذا تُبنى الإشكالية ليس فقط حول تفسير الحدث التاريخي كما نطق به النص بل أيضاً - وهذا هو المهم - تحليل دلالاته وتصورات كاتبه ولماذا كتبه بهذا التصور؟ ولأي جمهور كتب؟ وبأي أدوات لغوية وسيميائية صيغ؟
