مناهج وأساليب التدريس في التعليم الجامعي: الواقع، التحديات، والاتجاهات الحديثة

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى استقصاء واقع مناهج التعليم الجامعي وأساليب التدريس في جامعة بني وليد، ومدى توافقها مع التطورات العلمية والتكنولوجية واحتياجات الطلبة وسوق العمل. وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وجُمعت البيانات من عينة من أعضاء هيئة التدريس باستخدام استبانة مُحكَّمة.

أظهرت النتائج أن تقييم واقع المناهج الجامعية جاء بدرجة مرتفعة، حيث بلغ المتوسط العام (3.75)، مما يدل على وجود اهتمام بتضمين معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، مع بروز عناصر مثل المرونة والتحديث المستمر. كما كشفت النتائج عن فاعلية ملحوظة في استخدام الأساليب التدريسية الحديثة، بمتوسط عام ((3.80، خاصة في توظيف التقنية التعليمية، بينما ظل تنويع طرق التقويم ومراعاة الفروق الفردية بحاجة إلى تطوير. أما التحديات، فقد جاءت بدرجة مرتفعة جدًا، بمتوسط عام (3.97)، تمثلت أبرزها في نقص البنية التحتية التقنية، وضعف التدريب، وضغط الجداول الدراسية. كما أظهرت النتائج أن أعضاء هيئة التدريس يساهمون بدرجة متوسطة مرتفعة في تطوير المناهج (3.62)، مع تفاوت في الأدوار العملية مثل التعاون بين الأقسام واستخدام نتائج البحث العلمي. كما أظهرت الفروق الإحصائية وجود فروق ذات دلالة تبعًا لمتغير الكلية لصالح الكليات التربوية، بينما لم تُسجل فروق ذات دلالة تبعًا للخبرة أو المؤهل الأكاديمي. وتوصي الدراسة بمراجعة المناهج بشكل دوري، وتكثيف برامج تدريب أعضاء هيئة التدريس، وتوفير بيئة تعليمية محفزة تُعزز من الإبداع والتفاعل داخل القاعات الجامعية.